فالشهادة منهج حياة، ودعوة لكل الأجيال في كل العصور،
إذا ما هُدّدت عقيدة بالانهيار، فإن أنصارها يدافعون عنها بالجهاد،
ويضمنون استمرارها واستمرارها بقوة الدفاع والنضال،
أما إذا عجزوا عن المقاومة ولم يمتلكوا وسائل الدفاع
فإنهم سيحافظون على إيمانهم وعزتهم ومستقبل تاريخهم بالشهادة.
وطبعاً المسير إلى طريق الشهادة يحتاج إلى إخلاص نية
ووعي وإيمان وجميع شروط الإيمان
ويحتاج أيضاً إلى أسوة ومعلّم يُقتدى به، وقيادة ربانية تهدي إلى الله،
والى الصراط المستقيم، وأسوة صافية ونقية
ومبرأة من كل نقص وعيب ودنس، ليس فيها أي نقطة ضعف،
ولا ثغرة نقص، ولا تثير علامة استفهام، بل تمثل القيم الرسالية،
والأخلاق الإسلامية تمثيلاً حياً متجسداً في سلوكها
وتكون مبعث اطمئنان وأمان.
وهل هناك خير من الحسين بن علي (عليه السلام)
وثورته المباركة في كربلاء؟ لا، وألف لا
فهو المتصف بكل صفات الكمال البشري مطلقاً،
ففي كل حركة من حركاته، وسكنة من سكناته يجسد صفات الكمال،
ويعطي دروساً في الإيمان، والعلم والعمل
وفي سيرته عِبَر لا تحدّ بحدود الزمان والمكان، لأن الله أدخره لإصلاح دينه،
فلا تجد أحداً بعد جده وأبيه وأمه وأخيه يبلغ شاؤ عظمته.
فهو عظيم دونه كل عظيم، وشخصية أسمى من كل شخصية،
ورجلاً فوق الرجال مجتمعين.
والحسين (عليه السلام)
أسوة وقدوة في كل منحى من مناحي حياته، أسوة في التحدي،
وأسوة في التضحية، وأسوة في الإباء، وأسوة في العلم،
وأسوة في الزهد بالدنيا، ومن هنا ينبغي علينا
إن أردنا التأسي بالإمام الحسين (عليه السلام)
أن نستحضر الحقيقة الحسينية، في الإسلام والفداء لأجله،
والتضحية بكل غال ونفيس في سبيله،
وتقديم مصلحة المجتمع والإسلام على الفرد والنفس.
والسلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك
عليك منا سلام الله أبداً ما بقينا وبقي الليل والنهار.